قراصنة الصومال Somali Pirates .
طيلة 30 عاما من الفوضي و الحروب و الصراعات في دولة الصومال فرض القراصنة الصوماليين سلطتهم و سطوتهم علي البحر قبل ان تنتشر السفن الحريبة براداراتها و اسلحتها المتطورة في المحيط الهندي ، لتترصد القراصنة الذين ارعبو العالم بعمق مياة المحيط ، لتغرق سفنهم و تقتلهم او تعتقلهم
ولاكن لصوص البحر الذين حملوا العالم علي نسيانهم مازلوا احياء يرزقون ، ينتظرون في مكان ما من اجل الخروج مرة اخري لفرض سطوتهم من جديد بعد ان ارعبوا اعتي الدول و سفنها ، ولاكن قراصنة الصومال اين هم الان .
القرصنة الصومالية
استأنفت القرصنة الصومالية بصورتها الحديثة اواخر العام 2006 ،و سجلت هجمات القراصنة مابين عامي 1991 و 2006 ، وهي لم تتجاوز الثلاثين عملية ، فيما شهدت الاعوام ما بين 2007 الي العام 2015 ، اعتي هجمات القرصنة ، حيث اختطف القراصنة مئات السفن ، و احتجزوا الاف البحارين
وفي مطلع العام 2011 بلغت عمليات القرصنة ذروتها ، حيث تم توثيق اكثر من 237 هجوما علي السفن في عرض البحر علي يد القراصنة الصوماليين وحدهم
الاموال التي جمعوها من عمليات القرصنة :
بحسب احصائيات دولية جاء فيها ، بأن قراصنة الصومال قد حصلوا علي فدى بلغت قيمتها العشرة مليارات دولار ، وبلغ متوسط الفدية حوالي 2 مليون دولار للسفينة الواحدة ، بينما بلغت تكلفة المحاربة الدولية لعملية القرصنة ستة مليار دولار سنويا
محاربة القراصنة .
بعد العام 2017 و قبالة السواحل الصومالية انتشرت السفن و الاساطيل البحرية ، وبخاصة الامريكية و الصينية ما ابعد القراصنة ورفع الخطر عن كل السفن ، بما فيها سفن الصيد غير الشرعية والتي ترفع عادة علم ايران ، وتدخل لتسرق اسماك الصومال الثروة القومية لهذا البلد الافريقي الفقير
اختفاء القراصنة :
بدأ الانحصار التدريجي للقراصنة في عام 2017 قبل اختفائهم بشكل شبه كامل ، الا انهم عادوا من جديد في عام 2019 حيث سجلت نحو عشرة حوادث متفرقة .
و الجماعات التي تورطت سابقا في القرصنة علي نطاق واسع يبدوا بانها مازالت تحقق اهدافها المالية ولاكن هذة المرة في انشطة من خلال انشطة اقل خطورة ، مع بقائهم علي اهبة الاستعداد للعودة الي القرصنة في حال سنحت لهم الفرصة بذلك ، في ظل نظرة جديدة بدأت تتشكل حول هؤلاء القراصنة علي انهم " حراس الساحل " ، وليسوا قراصنة او لصوص
مؤيدو وجهة النظر هذة يتهمون الولايات المتحدة الامريكية و قوي اخري في شيطنة رجال البحر الصوماليين ، فظاهرة القرصنة لم تظهر حتي بدأت سفن صيد اجنيبة في سرقة اسماك الصومال ، ولم تكتفي بذلك بكل كانت تتغول علي الصيادين المحليين و تطلق النار عليهم و تغرق سفنهم
حراس الساحل ظهروا حينها كـ قوة في وجة سفن الصيد الغير شرعية للاسماك ، وتدرج بهم حال الدفاع حتي تحول لهجوم و اختطاف وطلبا للفدى
ضحايا أم مجرمون .
عاد بعض القراصنة الان للتهديد باستئناف اعمال القرصنة ، و استعادة السيطرة علي البحر بعد ان تحول معظهم الي صيادين تحت رحمة سفن الصيد الغير شرعية ، وعودة هؤلاء القراصنة قد تبدوا سانحة اذا انتهي العمل بالحراسة الدولية علي سواحل الصومال
وبالنظر الي طريقة عمل القراصنة الذين يستخدمون زوارق سريعة جدا تنطلق من السفينة الام ، بالاضافة الي قوارب صيد مجهزة للابحار في المحيطات ، كما انهم يملكون اسلحة رشاشة وقاذفات قنابل يدوية ، و انظمة دفاع جوي محموله علي الاكتاف و قاذفات صواريخ من نوع RPG
كل هذا اضافة الي اجهزة لتحديد الاتجاه و هواتف تعمل من خلال الاقمار الاصطناعية و اجهزة تنصت علي مكالمات تجري بين السفن عبر الراديو ، وطلاء خاص يمنع اكتشاف رادارات السفن لقوراب القرصنة الخاصة بهم .
و امتلكت جماعات القرصنة الرئيسية بالصومال مستشارين لهم يتمركزون في لندن من اجل مساعدتها في انتقاء ضحاياها المحتملين
عمليات نوعية .
بالرغم من ان القراصنة الصوماليين قد نفذوا الاف من عمليات القرصنة علي السفن عبر تاريخها ، لاكن تبقي هناك عمليات محفورة في صدارة عمليات القرصنة .
اولا اختطاف سفينة الشحن الاوكرانية :
استولي قراصنة الصومال علي سفينة الشحن الاوكرانية " فاينا " في شهر سبتمبر من العام 2008 بطاقمها الذي يتكون من 21 بحارا ، منهم 17 اوكرانيا و ثلاثة روس وواحد من لاتفيا
سفينة " فاينا " الاوكرانية كان علي متنها حمولة مكونة من 33 دبابة روسية ، وقاذفات للصورايخ ، تم الافراج عن السفينة لاحقا بعد دفع فدية للقراصنة بلغت ثلاثة ملايين دولار
ثانيا اختطاف ناقلة النفط السعودية :
في شهر نوفمبر من العام 2008 ، قام القراصنة الصوماليين باختطاف ناقلة النفط السعودية العملاقة " سيريوس ستار " حيث تعتبر هذة اكبر عملية قرصنة للسفن في العالم علي مدي مئات السنين ، سفينة النفط السعودية كان علي متنها حمولة من 2 مليون برميل من النفط الخام قدرت قيمتها بـ110 مليون دولار ، وتم الافراج عن السفينة العملاقة بعد دفع فدية بلغت 3 ملايين دولار
ثالثا مهاجمة سفينة الحاويات الامريكية :
في العام 2009 قام القراصنة بمهاجمة سفينة الحاويات الامريكة " ميرسك الاباما " وقاموا باحتجاز قائدها كرهينة قبل ان تتدخل قوات تابعة للبحرية الامريكية وتقوم بتحرير قائد السفينة وقتل ثلاثة قراصنة .
ولاكن في النهاية هل فعلا قراصنة الصومال لصوصا قد فرضوا سيطرتهم علي مياة المحيط و أرقوا العالم ، ام انهم ابطال دافعوا عن ثروات بلدهم الفقير ؟