recent
أخبار ساخنة

ام الدنيا | تعرف علي سبب تسمية مصر بأم الدنيا و المحروسة و أرض الكناة

الصفحة الرئيسية

 




أرض الكنانة و المحروسة ، هبة النيل وجنة الارض ، مصر أم الدنيا و الشقيقة الكبرى ، ألقاب عديدة ومتنوعة للبلد الذي عمرة بعمر التاريخ ، فما هو سر أكثر التسميات شيوعاً ؟
كانت مصر سابقاً تعرف بأم البلاد ثم شاع اسمها كأم الدنيا ، قال عنها ابن كثير ، انها سميت بهذا الاسم كونها بلد السيدة هاجر ام النبي اسماعيل علية السلام .

وقال الباحثون و المؤرخون ان السبب عائد لكون مصر مهدا للحضارات ، فعلي ارضها نشأت أقدم حضارة في التاريخ ، كما مر علي حكمها حضارات اخري من الهكسوس الي الرومانيين وصولاً الي الفرنسيين و الإنجليز .
هي بلد التناقضات والبلد التي جمعت كل شيء ، صحراء وتملؤها الجنان طقسها حار ومياهها غزيرة سبقت العالم في الحضارة وتسعي الان للحاق بركبها ، شعبها مسالم ودخلت حروبا عديدة .

هي حضن كل الاديان وعلي ارضها مر معظم الانبياء وعلي مدار سبعة آلاف عام استحقت مصر ان تكون اما للدنيا ولا ينافسها في ذلك أحد .لاكن كيف تحولت الام الي شقيقة ولماذا يستدعيها العرب عند كل مصيبة ؟
في كل ازمة سياسية او عسكرية ينادي العرب مصر او يلومونها فعلي مصر مسؤلية تاريخية وواجب قومي و ديني ، هكذا يقول العرب ومن بعتبرونها شقيقتهم الكبري ، فمن أين جاءت هذة المسؤولية وما هو منبعها ..!!

حين دخل عمر بن العاص مصر مع بزوغ فجر الدولة الإسلامية وقف يخطب بأهل مصر خطبة طويلة روي فيها حديثاً ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء فيه «« اذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً ؛ فذلك الجند خير اجناد الارض؛ فقال له ابو بكر : ولما ذلك يا رسول الله ؟ قال : لأنهم في رباط الي يوم القيامة »»

ومنذ تلك اللحظة باتت مصر خزاناً لجيوش المسلمين في فتواحتهم و حروبهم ، وتاريخيا كان الجيش المصري تحت قيادة المماليك ، هو من اوقف زحف المغول علي بلاد العرب و المسلمين ، وباتت مصر حصن العرب حتي زمن " محمد علي باشا "
فهي من توسعت لحفظ الاراضي العربية وصولاً لزمن "الملك فارق " الذي كان من أوائل المشاركين في حرب فلسطين عام 1948 ، وحتي ذلك الوقت ادت مصر ما عليها رفقة بلاد عربية آخري .

لكن بعد انهيا الملكية ووصول عبد الناصر للحكم ، راح الدور المصري يتوسع اكثر وباتت القيادة المصرية للبلاد العربية مشروعاً تسعي السلطة فيها لتنفيذة ، واطلقت مصر زمن عبد الناصر مشروع " الحضن العربي الجامع " ، ووقفت تتصدي لمشروع الهيمنة علي الدول العربية
وكانت من أوائل الدول التي دخلت حرباً مع إسرائيل عام 1956 ، ثم راحت تدعم ثورات في دولا عربية تسعي للاستقلال عن مستعمريها ، كما حصل في الجزائر التي لم تنكر دعم المصريين لها ، وكذلك حصل في اليمن حين صار الجيش المصري ليناصر ثورتة ضد النظام الملكي فيه .لاكن التتويج الاكبر لفكرة ناصر ، كان حين اتحدت سوريا مع مصر وكانت العاصمة في القاهرة .
تلي ذلك تبني مصر لثورة الفلسطينيين ولمنظمة التحرير تحديداً ، والشعارت التي روج لها النظام المصري آنذاك عن تحرير فلسطين وهزيمة جيش الاحتلال .

كل هذا جعل آمال العرب تنعقد علي مصر لتوحيدهم و تحريرهم ، حتي جاء عصر السادات الذي تبني سياسة أقرب للانعزال ، سيما بعد حرب اكتوبر التي رد بها اعتبار مصر بعد نكسة 1967 ، وبدأ الكلام عن تراجع دور مصر عربيا و إقليمياً وبدأ العرب معهم في كل جائحة ، يرددون عبارة الشقيقة الكبرى ، فمصر اكبر البلاد العربية من حيث عدد السكان وتضم اكبر الجيوش العربية و أقواها ، وتاريخها حافلا بالمواقف المساندة للعرب وقضاياه .

لاحقاً وفي زمن مبارك بادرت مصر للعودة تدريجياً للعب دور عربي اكثر ، بدأ ذلك مع تدخلها لصالح الكويت إبان الغزو العراقي لها ،ثم تدخلها لنزع فتيل الحرب بين سوريا و تركيا علي خلفية احتضان سوريا لزعيم حزب العمال الكردستاني ، وبعد ان هددت تركيا باجتياح سوريا ، وبدا ان سمة عصر مبارك هي التأرجح ما بين لعب دور القيادة العربية و اخذ موقف المتفرج من الأحداث .
لاحقاً وبعد حصار غزة في عام 2006 امسكت مصر بزمام الملف الفلسطيني اكثر ، لاكن صمتها زمن مبارك عن الحرب التي شنت علي غزة 2008 اعاد التذكير بمواقفها العروبية السابقة ، و اعاد معها ترديد عبارة الشقيقة الكبرى و دورها .

وعقب احداث ثورة يناير اختلف الحال قليلا ، فقد تعاقب علي حكم مصر مجلس عسكري كان بهدف للعبور بالبلاد لبر الأمان ثم قفز للحكم جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا يحملون مشروعاً اكبر منهم ، حتي جاءت ثورة الـ30 من يوليو وجاء معها الرئيس " عبد الفتاح السيسي " الذي بدي في جعبة بقايا من زمن جمال عبدالناصر وكانت من أوائل رسائله للعرب ان مصر ستكون موجوده في حال استدعت الحاجة .

وحصل ان مملكة البحرين كانت قد تعرضت لتهديد من ايران ليخرج الرئيس السيسي يتحدث عن " مسافة السكة " قاصداً ان مصر علي اهبة الاستعداد لنصرة البحرين في حال تعرضت لأي عدوان خارجي .

وحصل أيضاً بأن انقسمت ليبيا جارة مصر علي نفسها ودخلت علي خط حربها الاهليه دولا غير عربية تبحث عن ثرواتها ، فكان موقف مصر ملبياً لنداء الليبيين الذين استدعوها لنصرتهم ووعدت مصر بالحفاظ علي وحدتها من اطماع الطامعين .
وهكذا ظل دور مصر الإقليمي والعربي حاضراً في كل موقف ، ومع هذا التاريخ الطويل من التدخلات المصرية و الشعارات التي تبنتها مصر و اطلقتها هي نفسها عن نفسها ، ومع حجمها ودورها الكبير ، بات كثيرا من العرب يعولون عليها في نصرة قضاياهم
ولطالما خرج السؤال أين الشقيقة الكبرى ، مع كل مصيبة تلم بالعرب و المنطقة ، ما دفع المصريين للتساؤل .! هل من الواجب تلبية النداء وأين بقية الدول العربية ..!!
google-playkhamsatmostaqltradent